فصل: تفسير الآية رقم (157):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: أيسر التفاسير لأسعد حومد



.تفسير الآية رقم (138):

{وَبِاللَّيْلِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (138)}
{بالليل}
(138)- كَمَا تَمُرُّونَ عَلَيْهِمْ فِي اللَّيْلِ أَيْضاً، وَتَرَوْنَ آثَارَهُمْ، وَكَيْفَ أَصْبَحَتْ دِيَارُهُمْ خَرَاباً يَبَاباً، وَالْمَفْرُوضُ فِيكُمْ أَنْ تَعْتَبِرُوا، وَتَتَّعِظُوا بِمَا أَنْزَلَ اللهُ بِهَؤُلاءِ إِنْ كَانَتْ لَكُمْ عُقُولٌ تَعِي وَتُدْرِكُ، فَتُقْلِعُوا عَنِ الكُفْرِ والفَسَادِ والعُتُوِّ والعِصْيَانِ، وَتَكْذِيبِ رَسُولِ اللهِ.

.تفسير الآية رقم (139):

{وَإِنَّ يُونُسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ (139)}
(139)- وَإِنَّ يُونُسَ رَسُولٌ مِنْ رَسُلِ اللهِ تَعَالَى، (وَقَدْ أَرْسَلَهُ اللهُ تَعَالَى إِلَى أَهْلِ نِينَوَى، وَكَانَتْ عَاصِمَةَ الآشُورِيِّينَ فِي وَقْتٍ مَا، وَهِيَ قُرْبَ المُوصِلِ).

.تفسير الآية رقم (140):

{إِذْ أَبَقَ إِلَى الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ (140)}
(140)- إِذْ خَرَجَ مُغَاضِباً قَوْمَهُ بَعْدَ أَنْ أَنْذَرَهُمْ بِحُلُولِ عَذَابِ اللهِ بِهِمْ، وَهَرَبَ بِغَيْرِ إِذْنِ رَبِّهِ، وَرَكِبَ فِي سَفِينَةٍ مُحْمَّلَةٍ بِالبَضَائِعِ والرُّكَّابِ.
أَبَقَ العَبْدُ- هَرَبَ مِنْ سَيِّدِهِ.
المَشْحُونِ- المَمْلُوءِ بِالحُمُولَةِ.

.تفسير الآية رقم (141):

{فَسَاهَمَ فَكَانَ مِنَ الْمُدْحَضِينَ (141)}
(141)- وَعَرَضَ لِلسَّفِينَةِ عَارِضٌ اقْتَضَى أَنْ يُتَخَفَّفَ مِنْ حُمُولَتِهَا فَاقْتَرَعَ الرُّكَابُ عَلَى مَنْ يَكُونُ هُوَ الذِي يُلْقَى فِي المَاءِ تَخْفِيفاً عَنِ السَّفِينَةِ، فَخَرَجَ سَهْمُ يُونُسَ عَلَيْهِ السَّلامُ، فَكَانَ مِنَ المَغْلُوبِينَ فِي القُرْعَةِ فَأُلْقِيَ فِي البَحْرِ.
فَسَاهَمَ- فَقَارَعَ مَنْ فِي الفُلْكِ.
المُدْحَضِينَ- المَغْلُوبِينَ بِالقُرْعَةِ.

.تفسير الآية رقم (142):

{فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٌ (142)}
(142)- فَابْتَلَعَهُ الحُوتُ، وَهُوَ مُسْتَحِقٌّ لِلْمَلامَةِ عَلَى مَا فَعَلَ مِنْ خُرُوجِهِ مِنْ بَيْنِ أَظْهُرِ قَوْمِهِ بِغَيْرِ إِذْنِ رَبِّهِ، وَتَخَلِّيهِ عَنْ دَعْوتِهِمْ إِلَى اللهِ، والدَّعْوَةُ تَسْتَدْعِي الصَّبْرَ والثَّبَاتَ.
فَالتَقَمَهُ- فَابْتَلَعَهُ.
مُليمٌ- آتٍ بِمَا يُلامُ عَلَيْهِ.

.تفسير الآية رقم (143):

{فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ (143)}
(143)- وَلَوْ لَمْ يَكُنْ مِنَ الذَّاكِرِينَ رَبَّهُمْ كَثِيراً، وَالمُسَبِّحِينَ بِحَمْدِهِ.

.تفسير الآية رقم (144):

{لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (144)}
(144)- لَلَبِثَ مَيِّتاً فِي بَطْنِ الحُوتِ إِلَى يَوْمِ القِيَامَةِ، يَوْمِ البَعْثِ والنُّشُورِ، وَلَكَانَ طَعَاماً يَتَغَذَّى بِهِ الحُوتُ.

.تفسير الآية رقم (145):

{فَنَبَذْنَاهُ بِالْعَرَاءِ وَهُوَ سَقِيمٌ (145)}
{فَنَبَذْنَاهُ}
(145)- فَأَمَرَ اللهُ تَعَالَى الحُوتَ بِأَنْ يُلْقِيَهِ فِي مَكَانٍ خَالٍ لا شَجَرَ فِيهِ وَلا نَبَاتَ، وَهُوَ عَلِيلُ الجِسْمِ، سَقِيمُ النَّفْسِ.
فَنَبَذْنَاهُ- فَطَرَحْنَاهُ فِي الأَرْضِ الفَضَاءِ.

.تفسير الآية رقم (146):

{وَأَنْبَتْنَا عَلَيْهِ شَجَرَةً مِنْ يَقْطِينٍ (146)}
(146)- فَأَنْبَتَ اللهُ بِجَانِبِهِ شَجَرَةَ يَقْطِينٍ تُظَلِّلُهُ بِأْوْرَاقِهَا، وَتَقِيهِ لَفْحَ الشَّمْسِ، وَيَأْكُلُ ثَمَرَهَا.
اليَقْطِينُ- القَرْعُ المَعْرُوفُ (وَقِيلَ بَلْ هُوَ شَجَرُ المَوْزِ).

.تفسير الآية رقم (147):

{وَأَرْسَلْنَاهُ إِلَى مِائَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ (147)}
{أَرْسَلْنَاهُ}
(147)- ثُمَّ إِنَّهُ بَعْدَ أَنْ شَفِيَ، وَرَضِيَ عَلَيْهِ رَبُّهُ، بَعَثَهُ اللهُ تَعَالَى رَسُولاً إلَى قَوْمِهِ مَرَّةً أُخْرَى، وَكَانَ عَدَدُهُمْ كَثِيراً قَدْ يَتَجَاوَزُ مِئَةَ أَلْفٍ، فَاسْتَقَامَتْ حَالُهُمْ مَعَهُ، لأَنَّهُمْ بَعْدَ خُرُوجِهِ عَنْهُمْ، خَافُوا عَذَابَ اللهِ، وَمَا أَنْذَرَهُمْ بِهِ يُونُسُ، فَخَرَجُوا خَارِجَ البَلَدِ بِأْمْوَالِهِمْ وَأَبْنَائِهِمْ وَمَوَاشِيِهِمْ، وَجَأَرُوا إِلَى اللهِ بِالدُّعَاءِ، وَأَعْلَنُوا التَّوْبَةَ لِرَبِّهِمْ، فَأَنْجَاهُمْ رَبُّهُمْ مِنَ الهَلاكِ، وَلَمَا عَادَ إِلَيْهِمْ يُونُسُ التَفُّوا حَوْلَهُ.

.تفسير الآية رقم (148):

{فَآمَنُوا فَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ (148)}
{فَآمَنُواْ} {فَمَتَّعْنَاهُمْ}
(148)- فآمَنُوا بِاللهِ، وَبِمَا دَعَاهُمْ إِلَيْهِ نَبِيُّهُمْ يُونُسُ، فَمَتَّعَهُم اللهُ فِي هَذِهِ الحَيَاةِ الدُّنْيَا، حَتَّى حَانَتْ آجَالُهُمْ، فَهَلَكُوا فِيمَنْ هَلَكَ.

.تفسير الآية رقم (149):

{فَاسْتَفْتِهِمْ أَلِرَبِّكَ الْبَنَاتُ وَلَهُمُ الْبَنُونَ (149)}
(149)- فَسَلْ يَا مُحَمَّدُ قَوْمَكَ مُوَبِّخاً وَمُقَرِّعاً إِيَّاهُمْ عَلَى ضَعْفِ عُقُولِهِمْ، وَسُخْفِ مُعْتَقَدَاتِهِمْ: أَيْجَعَلُونَ المَلائِكَةَ إِنَاثاً، وَيَزْعُمُونَ أَنَّهُنَّ بَنَاتُ اللهِ، وَيَجْعَلُونَ الذُّكُورَ لأَنْفُسِهِمْ، وَهُمْ يَكْرَهُونَ البَنَاتِ أَشَدَّ الكُرْهِ، وَيَأْبَوْنَ أَنْ تُنْسَبَ إِلَيْهِمُ البَنَاتُ، فَمِنْ أَيْنَ جَاؤُوا بِهَذِهِ القِسْمَةِ الجَائِرَةِ؟

.تفسير الآية رقم (150):

{أَمْ خَلَقْنَا الْمَلَائِكَةَ إِنَاثًا وَهُمْ شَاهِدُونَ (150)}
{الملائكة} {إِنَاثاً} {شَاهِدُونَ}
(150)- وَهَلْ كَانُوا شُهُوداً حِينَ خَلَقَ اللهُ المَلائِكَةَ فَرَأَوْا أَنَّهُ خَلَقَهُمْ إِنَاثاً؟ وَبِمَا أَنَّهُمْ لَمْ يَشْهَدُوا خَلْقِ اللهِ لِلمَلائِكَةِ، لِذَلِكَ فَإِنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لا يَعْرِفُونَ حَقِيقَتَهُ، وَلَيْسَ لَهُمْ عَلَيْهِ دَلِيلٌ وَلا حُجَّةٌ.

.تفسير الآية رقم (151):

{أَلَا إِنَّهُمْ مِنْ إِفْكِهِمْ لَيَقُولُونَ (151)}
(151)- وَمَا جَرَّأَهُمْ عَلَى هَذَا القَوْلِ البَاطِلِ إِلا اعْتِقَادُهُمْ كَذِباً وَافْتِرَاءً عَلَى اللهِ:
إِفْكِهِمْ- كَذِبِهِمْ عَلَى اللهِ.

.تفسير الآية رقم (152):

{وَلَدَ اللَّهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ (152)}
{لَكَاذِبُونَ}
(152)- وَقَوْلُهُم إِنَّ للهِ وَلَداً. وَهُوَ افْتِرَاءٌ قَبِيحٌ، وَإِفْكٌ صَرِيحٌ لا مُسْتَنَدَ لَهُمْ فِيهِ، وَلا دَلِيلَ لَهُمْ عَلَى صِحَّتِهِ، وَهُمْ كَاذِبُونَ فِيمَا يَقُولُونَ.

.تفسير الآية رقم (153):

{أَصْطَفَى الْبَنَاتِ عَلَى الْبَنِينَ (153)}
(153)- وَأَيُّ شَيءٍ يَحْمِلُهُ عَلَى أَنْ يَخْتَارَ لِنَفْسِهِ البَنَاتِ وَيَتْرُكَ لَهُمُ البَنِيْنَ؟ وكُفَّارُ قُريشٍ يُفَضِّلُونَ البنينَ عَلى البَنَاتِ وَيخْتَارُونَ لأَنْفُسِهِم البَنِينَ فِيمَا لَوْ كَانَ لَهُمْ خِيَارٌ.
أَصْطَفَى- أَخْتَارَ- اسْتِفْهَامُ تُوْبِيخٍ.

.تفسير الآية رقم (154):

{مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ (154)}
(154)- أَمَا لَكُمْ عُقُولٌ تَتَدَبَّرُونَ بِهَا مَا تَقُولُونَ، وَتَتَفَكَّرُونَ فِي صِحَّةِ مَا تَقُولُونَ؟ فَالعَقْلُ يَقْضِي بِبُطْلانِ ذَلِكَ.

.تفسير الآية رقم (155):

{أَفَلَا تَذَكَّرُونَ (155)}
(155)- أَفَلا تَتَذَكَّرُونَ ذَلِكَ، وَتَعْقِلُونَهُ لِتَعْرِفُوا خَطأَ مَا تَعْتَقِدُونَ وَلِتَرْجِعُوا عَمَّا تَقُولُونَ؟

.تفسير الآية رقم (156):

{أَمْ لَكُمْ سُلْطَانٌ مُبِينٌ (156)}
{سُلْطَانٌ}
(156)- أَمْ لَكُمْ حُجَّةٌ وَبُرْهَانٌ وَاضِحَانِ عَلَى صِحَّةِ مَا تَقُولُونَ وَتَعْتَقِدُونَ، نَزَلَ بِهِمَا وَحْيٌ مِنْ عِنْدِ اللهِ عَلَيْكُم؟
سُلْطَانٌ- حُجَّةٌ وَبُرْهَانٌ.

.تفسير الآية رقم (157):

{فَأْتُوا بِكِتَابِكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (157)}
{بِكِتَابِكُمْ} {صَادِقِينَ}
(157)- وَإِذَا كَانَ قَدْ نَزَلَ عَلْيكُم بِذَلِكَ وَحْيٌ مِنْ عِنْدِ اللهِ تَعَالَى، فَأَرُونِي هَذَا الكِتَابَ الذِي نَزَلَ عَلَيْكُم إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ فِيمَا تَقُولُونَ.

.تفسير الآية رقم (158):

{وَجَعَلُوا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجِنَّةِ نَسَبًا وَلَقَدْ عَلِمَتِ الْجِنَّةُ إِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ (158)}
(158)- وَقَالَ المُشْرِكُونَ: المَلائِكَةُ بَنَاتُ اللهِ تَعَالَى. فَقَالَ لَهُمْ أَبُو بَكْرِ الصَّدِّيقُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: فَمَنْ أُمَّهَاتُهُنَّ؟ قَالُوا: بَنَاتُ سَرَوَاتِ الجِنِّ، فَأَنْزَلَ اللهُ تَعَالَى هَذِهِ الآيَةَ يَردُّ بِهَا عَلَى مَقَالَتِهِمْ.
القَوْلَ المُفْتَرى، لَمُحْضَرُونَ فِي العَذَابِ يَوْمَ القِيَامَةِ، لِكَذِبِهِمْ وَافْتِرَائِهِمْ عَلَى اللهِ.
الجِنَّةُ الشَّيَاطِينُ- (وَهُنَاكَ مَنْ قَالَ بَلْ هُمُ المَلائِكَةُ).
إِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ- إِنَّ الكُفَّارَ لَمُحْضَرُونَ فِي النَّارِ لِلْعَذَابِ.

.تفسير الآية رقم (159):

{سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ (159)}
{سُبْحَانَ}
(159)- تَعَالَى اللهُ وَتَنَزَّهَ وَتَقَدَّسَ عَنْ أَنْ يَكُونَ لَهُ وََلَدٌ، وَعَنْ أَنْ يَكُونَ لَهُ شَرِيكٌ أَوْ نَسيبٌ، وَعَمَّا يَصِفُهُ الظَّالِمُونَ، وَتَعَالَى عُلُوّاً كَبِيراً.

.تفسير الآية رقم (160):

{إِلَّا عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ (160)}
(160)- وَلَكِنَّ عِبَادَ اللهِ المُخْلصِينَ، المُتَّبِعِينَ لِلْحَقِّ المُنَزَّلِ عَلَى الرُّسُلِ، نَاجُونَ فَلا يُحْضَرُونَ إِلى النَّارِ، وَلا يُعَذَّبُونَ فِيهَا.

.تفسير الآية رقم (161):

{فَإِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ (161)}
(161)- فَإِنَّكُم أَيُّهَا الضَّالُّونَ المُشْرِكُونَ وَمَا تَعْبُدُونَ مِنَ الأَصْنَامِ والأَوْثَانِ.

.تفسير الآية رقم (162):

{مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ بِفَاتِنِينَ (162)}
{بِفَاتِنِينَ}
(162)- لا يَتَيَسَّرُ لَكُمْ فِتْنَةُ أَحَدٍ مِنْ خَلْقِ اللهِ، وَلا إِضْلالُ أَحَدٍ، وَصَرْفُهُ عَنِ الهُدَى.
عَلَيْهِ بِفَاتِنِينَ- بِمُضلِّينَ أَوْ مُفْسِدِينَ عَلَى اللهِ أَحَداً.